كتب/ حسام رجب الوزيري.
الناس، مش بس الصور والبوستات اللي على صفحات السوشيال ميديا، ولا الهيئة الخارجية اللي عينك بتشوفها لما تتقابلوا... فيه حاجات كتير تاني. تاريخ وحاضر وحكايات وزخم من الأمراض والإساءات والخبرات الحلوة والمُرة. دنيا تانية كبيرة مستخبية ورا دمعة أو تكشيرة أو حتى ضحكة مش في محلها، ماسكات ووشوش تانية بنستعملها في مواقف معينة.وارثين خريطة چينات نفسية قبل ما نيجي للحياة، ولما جينا بدأت چينات مختلفة تنقش نفسها في نفسياتنا، من خلال الناس والأحداث، الأماكن والأزمنة، والبيئة الاجتماعية. مسببات ملهاش عدد مضروبة في الخلاط ومتعشّقة زي الأرابيسك جوة الصندوق الأسود في إنسانّا. فيه ناس حبونا وادونا نفوسهم في رضا وقبول، وكانوا لنا شجرة وضليلة وشربة ميّه في عز الحر، فعملوا مدقات وسكك لمناطق خطرة جوانا واستصلحوها؛ وناس رفضونا- رغم وجع الرفض- دا حقهم في الاختيار، وناس شربونا مرار الهوان والرخص كاسات؛ فاتشرخت روحنا الطيبة واستوحشت بعض الوداعة اللي فينا وجاهزة تفترس ضحية جديدة "أحيانًا في غير وعي"!فيه رأي بيقول: نقرّب من ربنا وهو يشبع جوعنا، ودا صحيح "بنسبة"، لكن فيه نسبة مهمة جدًا يشبعها -فقط- الإنسان، المعين النظير اللي زيّنا. كويس نروح لربنا، لكن ربنا هايعمل دوره ويسيب للإنسان دوره، ودي كمان حكاية طويلة وملخبطة ومكلكعة وداخلة في بعضها...عمومًا، مش لازم نشغل نفسنا بالصور دي والتواريخ والصراعات، والفوضى النفسية اللي مش بتنتهي، لكن ممكن نكتفي إننا نكون عيون بتقبل، ايدين تطبطب، قلب مليان رأفة وحنِوّ، ضمير غني بالرحمة وشبعان حق، بشر بيفرحوا ويفرّحوا غيرهم بالحق والخير والجمال، أرواح ساكنها البر والاستقامة والنور والمزيكا والبراح والشفا. حتى لو من غير احتكاكات مباشرة مع بعض، عادي ينفع ادعي لك دعوتين، وينفع تتمنى لها خير.