كتب /حسام رجب الوزيري
.المروءة تضمن أن لا ينقلب عليك الصديق فجأة من عصا إلى حية.. المروءة لا تضمن فقط أن لا يفتري عليك بشيء ليس فيك، وإنما تضمن أن يستر عيوبك التي يعرفها منك.. المروءة تحمل الشخص على حب الخير للآخرين.. التوافق الفكري، أو العمل المشترك، أو الرفقة في دراسة.. تحجب أحيانا التفكير في مروءة الآخرين..حتى إذا حصل أول خلاف فكري، أو مادي، أو وظيفي، ينقلب الأصدقاء بعضهم على بعض دون أدنى مراعاة للأخلاق.يجد كل واحد من هؤلاء مائة مبرر لفعله ذاك.. ثم يعبر عن دهشته في رفقائه السابقين بعد سنوات طويلة من الرفقة.. والحقيقة أن حالة استقرار العلاقة، وتبادل المنافع هي التي جعلت كل واحد يبدو في عين صديقه كملاك.. حتى اذا انتهت تحول الصديق السابق إلى شيطان رجيم..من المفترض أن لا يغرينا التوافق الفكري، ولا المصالح المشتركة في أن نجعل من الآخرين رفقاء درب،، هناك خيارات اخرى بين أن يكون أحدهم رفيق دربك وبين أن يكون خصمك.. هناك شيء اسمه أصدقاء عاديون، لا نحتاج أن نرفع سقف التوقعات فيهم.. هؤلاء يكفي فيهم عدم إساءة الظن.. لست مضطرا مع هؤلاء أن ترفع سقف التوقعات..خفف من خيبات الأمل.. خيبة الأمل تلك التي تأتيك من قريب.. أما ما يأتيك من أولئك البعيدين عنك فتلك لها أسماء أخرى.